كريستيانو رونالدو

أسطورة لن تتكرر في تاريخ الإنسانية

Smiling man in a blue shirt speaking into a microphone indoors.
Trend 11 logo

كتب الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، فصلا جديدا في مسيرته الاحترافية، بانتقاله لصفوف نادي النصر السعودي، في يناير/ كانون الثاني 2023، بموجب أكبر صفقة انتقالية في تاريخ الأندية الآسيوية.

بطل آسيا

وجاء انضمام "الدون" لصفوف النصر، بعدما فسخ عقده مع مانشستر يونايتد، ليبدأ رحلة جديدة نحو التألق وكتابة التاريخ في الملاعب العربية.

وكان رونالدو بمثابة المفتاح، لانضمام نجوم الكرة العالمية إلى الدوري السعودي للمحترفين، حيث جاء خلفه الكثير من النجوم أمثال البرازيلي نيمار دا سيلفا والجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو ماني والفرنسي كريم بنزيما.

ويحلم النجم البرتغالي بتحقيق العديد من النجاحات خلال تواجده مع "العالمي" على الصعيدين المحلي والآسيوي، وذلك رغم تقدمه في العمر، إلا أنه لا يزال يتمتع بالشغف والطموح الذي لا يتوقف.

وبنظرة عامة على مسيرة رونالدو الرياضية، بالإضافة لما تركه اللاعب من تأثير مجتمعي على المستويين السعودي والآسيوي والعالمي، فإنه نجح بجدارة في حجز مكانه داخل قائمة "تريند 11" برعاية نيوم، الشريك العالمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

Cristiano Ronaldo, Manchester United

مسيرة ذهبية وحلم آسيوي

Cristiano Ronaldo

يمتلك "صاروخ ماديرا" كما تلقبه الجماهير والصحافة العالمية، مسيرة ذهبية مع الأندية التي لعب لها، بجانب المنتخب البرتغالي منذ سطوع اسمه في سماء الكرة العالمية عام 2003.

رونالدو الذي بدأ رحلته الكروية مع سبورتنج لشبونة، لم يستغرق الكثير من الوقت لاقتحام عالم النجومية والشهرة، بالانتقال لصفوف مانشستر يونايتد في عمر 18 عامًا.

ودخل الفتى البرتغالي آنذاك سريعا في الأجواء واستطاع أن يحجز مكانا أساسيا وسط عمالقة مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب المخضرم السير أليكس فيرجسون.

وخلال فترة زمنية قصيرة، بات النجم الأول للفريق الأعظم في إنجلترا، وسطر تاريخًا كبيرًا، بتحقيق العديد من الألقاب، يأتي على رأسها الدوري الإنجليزي 3 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرة.

ولم يكتف الدون بالتاريخ الحافل مع "الشياطين الحمر" فقد شد الرحال إلى ريال مدريد في صيف 2009، لينفجر ويصبح أحد أعظم اللاعبين في التاريخ بتحقيق عدة ألقاب لا تنسى أبرزها دوري أبطال أوروبا 4 مرات، والكرة الذهبية في 4 مناسبات مع النادي الإسباني.

وبات الهداف التاريخي للنادي بـ450 هدفا، وتوج بالحذاء الذهبي للدوري الإسباني 3 مرات.

وبعد تاريخ كتبه "الدون" بأحرف من ذهب، قرر الانضمام لصفوف يوفنتوس في صيف 2018، ليقضي 3 مواسم رفقة "البيانكونيري" محققا 5 ألقاب، أبرزها الدوري الإيطالي مرتين.

وحصد الحذاء الذهبي في الدوري الإيطالي مرة واحدة، وأفضل لاعب مرتين، ليعود بعدها إلى مان يونايتد في فترة صعبة امتدت لموسم ونصف الموسم، ثم يقرر الانضمام لصفوف النصر في السعودية.

ورغم فشله في تحقيق أي لقب محلي أو قاري رفقة النصر، إلا أنه استطاع أن يصبح الهداف التاريخي لموسم واحد بدوري المحترفين، عندما سجل الموسم الماضي 35 هدفا، محطما الرقم المسجل باسم المغربي عبدالرزاق حمد الله.

ويحلم رونالدو خلال الموسم الحالي، بقيادة النصر نحو لقب دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في التاريخ، وتحقيق لقب محلي واحد على أقل تقدير.

وعلى المستوى الدولي، لا يمكن إغفال التاريخ الكبير الذي صنعه "الدون" مع البرتغال، فقد توج بلقبي كأس أمم أوروبا ودوري الأمم الأوروبية، كما أنه أصبح الهداف التاريخي للمنتخبات برصيد 133 هدفا.

تأثير مجتمعي

رغم النجومية والشعبية الكبيرة التي يمتلكها رونالدو، إلا أنه أكثر اللاعبين تواضعا في التعامل مع الجماهير داخل وخارج الملعب، حيث ترك تأثيرا كبيرا داخل الجميع.

وبعد انضمامه للنصر، تفاعل النجم البرتغالي بشكل واضح مع الشارع السعودي من خلال التواجد الدائم في الفعاليات المختلفة بالقرب من الجماهير والتقاط الصور والفيديوهات، بالإضافة للتنزه بين المواطنين رفقة عائلته، واحتساء القهوة العربية بشكل مستمر.

وفاجأ النجم البرتغالي الجميع بتأثره الواضح بالثقافة العربية منذ وصوله، بارتداء الزي الخاص بمواطني المملكة، بالإضافة إلى رقصة العرضة السعودية التي احتفل بها في الكثير من المباريات.

فضلا عن نطق بعض المصطلحات باللغة العربية مثل "السلام عليكم" و"شكرا" والحمد لله"، بالإضافة إلى السجود في ملعب "الأول بارك" معقل ناديه خلال وقتٍ سابق.

ولم يقتصر تبادل الثقافات ومواقف رونالدو على الكرة السعودية فحسب، بل حرص على استقبال رسامة إيرانية من ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل مواجهة بيرسبوليس الموسم الماضي في دوري أبطال آسيا.

وبخلاف ذلك، فإن النمط الذي يعيش به رونالدو في حياته الطبيعية، أصبح منهجا لملايين الناس حول العالم، نظرا لالتزامه الكامل بواجباته الأسرية واهتمامه اللافت بصحته وابتعاده عن الأمور السلبية.

هذا بالإضافة إلى امتداد تأثيره إلى داخل المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها من الأماكن، بسبب تقليد احتفاله الشهير من جانب الأطفال والشباب.

A man in traditional Middle Eastern attire takes a selfie with a soccer player wearing a yellow and blue jersey. Another person is partially visible in the background holding a microphone.
بطل المعجبين
Smiling child holding a "CR7" sign, wearing a yellow shirt and blue-and-yellow scarf.

أعمال خيرية ومواقف إنسانية

بطل الأعمال الخيرية

مسيرة رونالدو الذهبية لم تقتصر على كرة القدم فقط، بل أخذت العديد من الجوانب الخيرية التي جعلته أحد أهم الأساطير عبر التاريخ.

شهد عام 2011، قيام رونالدو ببيع الحذاء الذهبي الأوروبي في مزاد علني، مقابل 1.2 مليون جنيه إسترليني، مع توجيه الأموال لبناء مدرسة في غزة بدولة فلسطين.

وفي العام ذاته، باع قميصًا يحمل توقيعه مقابل 37 ألف يورو، لتذهب إلى مؤسسة "إنقاذ الطفولة" التي أصبح سفيرًا لها في وقت لاحق، لتحسين حال الأطفال حول العالم.

كذلك، تبرع إلى الصليب الأحمر بجائزة مالية قدرتها 100 ألف يورو والتي حصل عليها، بعد الدخول في تشكيلة العام بأوروبا عام 2014.

وبعد عام واحد، قرر رونالدو تقسيم أكثر من نصف مليون يورو على منظمتي "UNICEF" و"World Vision".

وخلال العام ذاته، تم تسمية رونالدو بأفضل رجل خيري في العالم وملك الإنسانية، بعدما دعم العديد من المؤسسات مثل "إنقاذ الطفولة" و"World Vision" و"UNICEF"، كما تبرع بملايين الدولارات لضحايا الكوراث الطبيعية وزلزال نيبال.

ولم تتوقف مواقف رونالدو النبيلة عند هذا الحد، حيث قرر في عام 2017، التبرع بالكرة الذهبية التي فاز بها في 2013، حيث تم بيعها في مزاد خيري بالعاصمة الإنجليزية لندن بنحو 700 ألف دولار خصصت للأطفال الذين يعانون من ظروف قاسية تهدد حياتهم.

A person holding a gold soccer boot trophy in front of a Banco Espirito Santo backdrop.

وفي عام 2020، قرر الأسطورة البرتغالي التبرع لمكافحة فيروس كورونا عن طريق إنفاق المبالغ الضخمة لعلاج المصابين، حيث تبرع بمبلغ مقدر بنحو مليون يورو لبعض المستشفيات في بلده.

وبخلاف ذلك، فقد اعتاد رونالدو على التبرع بالدم بشكل منتظم والمساهمة في التشجيع على ذلك من خلال حملات مختلفة.

ويمتلك رونالدو العديد من الجوانب الرائعة الأخرى بخلاف التبرعات، فقد علم عام 2009، بإصابة طفل يشجعه عمره 9 سنوات بمرض السرطان فأرسل سائقا لإحضاره رفقة عائلته إلى الفندق الذي كان يقيم فيه ريال مدريد، ودعاه لمشاهدة إحدى مباريات الملكي في سانتياجو برنابيو وأهداه قميصه بعد المباراة.

كذلك، لم يخذل رونالدو بعض المشجعين الذين سبق وأن اقتحموا المباريات التي يشارك فيها، فقد تصدى لرجال الأمن والتقط معهم العديد من الصور.

في عام 2014، قرر رونالدو تلبية طلب لوالدة طفل يدعى إريك أورتيز كروز بالتبرع بقميصه لمعالجته من الإصابة بخلل التنسج القشري، وهو مرض نادر يتسبب في 30 نوبة صرع في اليوم الواحد، بالإضافة لتكفله بمصاريف علاجه.

ويمتلك "الدون" العديد من المواقف الإنسانية الأخرى، والتي جعلته أسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

Trend 11 logo
Champions of Progress
A young athlete with crutches playing soccer with others on a field.

المزيد من القصص